إطلاق مؤتمر "الاتصال الصحي وتمكين المجتمعات المعاصرة"
المحافظة:
القاهرة
تاريخ النشر: الخميس 08-مايو-2025 05:04 م

نائب وزير الصحة والسكان تشارك اعلام جامعة القاهرةفي إطلاق مؤتمر "الاتصال الصحي وتمكين المجتمعات المعاصرة"
شاركت د. عبلة الألفي نائب وزير الصحة والسكان لشئون السكان وتنمية الأسرة والمشرف على المجلس القومى للسكان في في فاعليات المؤتمر العلمي الدولي الثلاثين بكلية الاعلام جامعة القاهرة تحت شعار " الاتصال الصحي وتمكين المجتمعات المعاصرة " بمشاركة واسعة من الباحثين والخبراء في مجالات الإعلام والصحة العامة
واستهلت الدكتورة عبلة حديثها بالتأكيد على أهمية الشباب ودورهم المستقبلي في بناء مجتمعهم
كما أشارت إلى أن تناول ملف التنمية يجب أن ينطلق من منظور تحقيق الاستقرار الاقتصادي، فمصر تسعى لتجاوز أية أزمات تمر بها للوصول إلى استقرار اقتصادي حقيقي.
وأوضحت د. عبلة أننا أمام أربعة أرقام مهمة ، ففي عام 2022 حققت مصر
معدل نمو اقتصادي بلغ 2.4 %، وهو رقم مبهر مقارنةً بمعدلات النمو في نفس العام عالميًا، حيث كان المتوسط العالمي 2.8%، والدول ذات الدخل المتوسط حققت 2.3 %، بينما بلغت نسبة النمو في الدول الغنية 5. 2 %. بذلك، كانت مصر في المرتبة الثانية مباشرة بعد الدول الغنية.
لقد بذلنا جهدًا كبيرًا على مدار 10 سنوات الاخيرة بدأنا عقدًا جديدًا بمبادرة بداية جديدة لتنمية الإنسان”، مؤكدةً على أولوية ملفي الصحة والتعليم، لأن غياب الصحة يعني غياب القدرة على التعلم.
وافادت د. عبلة بان الصحة الوقائية هي الأساس. فالإنسان يولد ولديه قدرات تتشكل جزئيًا داخل الرحم وجزئيًا بعد الولادة. وقد عملت وزارة الصحة خلال السنوات الماضية على تغيير مفهوم الوزارة من مجرد جهة لعلاج المرض، إلى وزارة تهتم بالوقاية أولًا، ثم العلاج، كما يؤكد معالي وزير الصحة، الدكتور خالد عبد الغفار، الذي يولي ملف الوقاية اهتمامًا خاصًا.
وأكدت د. عبلة الألفي ان هذا الملف مكلف للغاية، إذ ارتفعت موازنة وزارة الصحة خلال العشر سنوات الماضية الي أضعاف التكلفة .
ولهذا بدأنا بالتركيز على “بداية”، وهي المبادرة المعنية بصحة الإنسان منذ الطفولة المبكرة وحتى سن الشيخوخة.
لكن هذا وحده لا يكفي، ولذا يأتي ملف السكان في مقدمة الاهتمامات. يجب أن تكون هناك فترات زمنية كافية بين كل مولود وآخر، للحفاظ على خصائص السكان وجودتهم.
واشارت د. عبلة بان مصر حققت نقلة نوعية في ملف السكان، بشهادة الاتحاد الأوروبي والبنك الدولي، حيث ربطنا بين تنظيم الأسرة وصحة الأم والطفل في “الألف يوم الذهبية الأولى”، وهو ما وصفه العالم بأسره بأكبر مشروع اقتصادي، رغم أن لم يربطه احدا بالسكان من قبل.
وأكدت الدكتورة عبلة أننا بحاجة لتوعية الناس بضرورة الاستعداد للحمل، وهذه الرسالة نأمل أن ينقلها الإعلام بفاعلية. من بين الأمور الأساسية، أن تتناول المرأة حمض الفوليك لمدة 6 أشهر قبل الحمل، وهو ما أثبتت الدراسات أنه يقلل من نسب الإعاقة الذهنية والتشوهات الخلقية في المخ والقلب لدى الأطفال. كما يجب ألا تحمل المرأة إلا إذا كان معدل الهيموجلوبين لديها 11 على الأقل، وأن تأخذ الحديد وحمض الفوليك لضمان نمو سليم للمخ، إلى جانب ضبط أمراض مثل السكري والضغط.
واشارت أيضًا ان من أبرز أسباب الإعاقة في مصر دخول الطفل الحضانة مبكرا بسبب الولادة القيصرية. ولهذا، نادينا في اجتماعنا الأخير مع وكالة المعونة الفرنسية بتقليل معدلات الولادة القيصرية، إذ أن مصر لديها أعلى معدل قيصريات في العالم بنسبة 72%، وهو أمر صادم. مليون ونصف امرأة تخضع لعمليات قيصرية سنويًا. وهذا يؤدي إلى زيادة احتمالات التوحد 4 أضعاف، والتقزم 3 أضعاف، والسمنة، إضافةً إلى تراجع الأداء المدرسي، فضلاً عن مضاعفات الأم مثل فقر الدم والنزيف واحتمالية الوفاة. ومن المؤسف أن معدلات
التوحد ارتفعت من 1.01% قبل ثلاث سنوات إلى 3.3% حاليًا. وهنا يأتي دور الإعلام في نقل هذه الرسائل بوضوح: لا بد أن نتساءل أولًا عما يمكننا فعله نحن، قبل أن نطالب الدولة بما يجب أن تفعله.
واكدت د. عبلة علي اهمية ان نعمل على إيصال هذه الرسائل الصحية من أول المشورة والتحاليل ما قبل الزواج، مرورًا بالألف يوم الذهبية الأولى، ثم الألف يوم التالية حتى سن 6 سنوات. وسنضمن حصول الطفل على المغذيات الدقيقة والفيتامينات، وتقييم نموه وتطور مهاراته، إلى جانب تثقيف الأم بكيفية التعامل مع كل مرحلة. وهنا، لا بد أن نؤكد أن دور الأب والأجداد محوري، وليس دور الأم وحدها. ولذلك سمّينا هذا المشروع“المشورة الأسرية”.
وافادت بان لدينا وفد من الاتحاد الإفريقي اطلع على مشروع الألف يوم، وأدرجه ضمن “أجندة إفريقيا 2063”، حيث رأوا أنه يمثل نموذجًا لبناء أجيال صحية. ونحن بدورنا نطمح إلى تحقيق “استراتيجية 2032”، والتي تركز على تقليل كلفة التعليم من خلال تغذية الأطفال وتربيتهم تربية صحيحة تعزز تحصيلهم الدراسي.
واعلنت د. عبلة ان يوم الاثنين القادم، سنطلق البرنامج القومي للوقاية من التقزم وسوء التغذية، وسنعرض 32 رسالة إعلامية نطلب منكم دعمكم في إيصالها للناس. وسنرسل لكم رسائل التوعية الخاصة بالألف يوم، وكذلك رسائل الوقاية من التقزم.
كما أعلنت د. عبلة أن شهر أغسطس سيكون “شهر التغذية السليمة” في مصر لعام 2025، ونطلب من الإعلام أن يخصص هذا الشهر لنشر الوعي بأهمية هذا الملف، الذي يُعد الأساس في الوقاية من الأمراض.
وأكدت د. عبلة عن سعادتها البالغة بهذا اللقاء، ودعت الجميع للعمل معنا كفريق واحد في منظومة الرعاية الصحية، ولنوقع مذكرة تفاهم للعمل على ملفي الصحة والسكان. لقد أنشأنا “شباب المجلس القومي للسكان”، وهم قوة حيوية في هذا العمل الوطني.
كما افادت بان من بين الخصائص السكانية المهمة: الكثافة السكانية، حيث نعيش على 10% فقط من مساحة مصر. وأوضح لي معالي محافظ الوادي الجديد أن 0.25% فقط من الشعب يعيشون على 40% من مساحة مصر، وهناك مشاريع ضخمة يجري تنفيذها تتضمن بيوتًا وأراضي ومصانع لتمكين الشباب من الانتقال إلى هذه المناطق الجديدة وبناء مجتمعات عمرانية حديثة، يتم تقسيطها على مدى 20 سنة.
إن تفكيك الكثافة السكانية مشروع استراتيجي سيقلل التلوث، ويرفع مستوى الدخل، ويساعدنا على استغلال مصر بشكل أفضل.
كما دعت د. عبلة كل من يرغب في المشاركة معنا، نرجو أن يتواصل مع المجلس القومي للسكان، ونحن بدورنا سنعمل على تذليل أي صعوبات أمام الشباب الراغبين في الاستيطان بالمناطق الجديدة التي تعمل الدولة على تطويرها.
وفي نهاية حديثها اثنت علي الحضور أملة أن نكون قد بنينا لغة مشتركة بيننا